مغربي يعوض قنصلية المملكة بالسويد في نقل جثمان مهاجر
لم يكن يخطر ببال يوسف الجباري، وهو يضمن نقل جثمان مواطنه المغربي "رشيد.ع"، الذي توفي بعد أن دهسه قطار...

مغربي يعوض قنصلية المملكة بالسويد في نقل جثمان مهاجر

لم يكن يخطر ببال يوسف الجباري، وهو يضمن نقل جثمان مواطنه المغربي "رشيد.ع"، الذي توفي بعد أن دهسه قطار أنفاق بستوكهولم ذات مساء بارد، أن المسؤولية التي تطوع لحملها ستجر عليه وابلا من المشاكل، لتضيف جرعة جديدة من الحنق والغضب الذي يحس به، ليس هو فقط، بل كل من طرق باب القنصلية المغربية بستوكهولم.

بدأت معاناة يوسف، رئيس جمعية "قطار المستقبل" التي تقدم خدمات اجتماعية بالعاصمة السويدية ستوكهولم، حين اقترح نفسه ضامنا لنقل جثمان رشيد لكي يدفن بمسقط رأسه بمدينة قلعة السراغنة بالمغرب، بعد تعرضه لحادث سير، إذ دهسه قطار أنفاق في الثاني من شهر شتنبر 2014 (حسب شهادة الوفاة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها)، أثناء محاولته الهروب من صاحب محل للشوكولاتة، كان يطارده بسبب سرقته قطعة حلوى، كانت بمذاق الموت.

يوسف، الذي رق قلبه إثر سماعه قصة رشيد، وكيف اضطر قيد حياته، حين وطأت قدماه دولة السويد وهو في سن الحادي والعشرين سنة، قادما إليها من إسبانيا، إلى انتحال صفة لاجئ كردي قاصر ليضمن الاستفادة من حزمة الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة السويدية للاجئين القادمين من بؤر التوتر، وينال بعضا من النعيم الذي تغدقه الدولة على القاصرين، مسترجعا قطعة من كرامة ضاعت منه في رحلة الهجرة، قبل أن تضيع حياته على سكة قطار الأنفاق.

فور علمه بالحادث الأليم عن طريق أصدقاء الضحية، هرع رئيس جمعية "قطار المستقبل" إلى القنصلية المغربية بستوكهولم طالبا المساعدة في نقل جثمان رشيد، ولكنه سرعان ما تفاجأ برفض طلبه بحجة عدم توفر رشيد على بطاقة الإقامة، ليتوجه إثر ذلك نحو بلدية ستوكهولم ويقترح نفسه ضامنا أمام شركة نقل الأموات التي تكفلت بنقل الجثة إلى المغرب في انتظار أن تؤدي القنصلية المغربية نفقات هذا الإجراء، الذي كلف ما يناهز 12 ألف كورونا سويدية، أي ما يعادل 15 ألف درهم، حسب الفاتورة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها.

وكشف يوسف، في تصريح لهسبريس، أنه اضطر إلى أداء هذا المبلغ بعد مضي سنتين على الحادث، وفقدان الأمل في القنصلية المغربية لأداء ما بذمتها للشركة المعنية، خصوصا أنه حاول الاتصال بالسفارة وبالوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج ولكن دون جدوى.

وأضاف المتحدث ذاته أنه رافق جثة رشيد إلى المغرب وحرص على حضور إجراءات الدفن ومرافقة عائلة المتوفى، التي لم تخف أن المرحوم كان معيلها الوحيد.

قصة رشيد ليست إلا الشجرة التي تخفي غابة المشاكل والصراعات التي يتخبط فيها المهاجرون المغاربة، لاسيما القاصرون منهم، الذين يتسكعون في شوارع العاصمة السويدية وأنفاقها، باحثين عن الفردوس المفقود.

YOUR REACTION?

Facebook Conversations