هكذا يرى الأوروبيون الإسلام والمسلمين بعد  دراسة أمريكية لعدة سنوات
هكذا يرى الأوروبيون الإسلام والمسلمين بعد دراسة أمريكية لعدة سنوات

تفجيرات وعمليات قتل ودهس، ناهيكم عن أعداد اللاجئين والمهاجرين، أحداث ساهمت في إعادة تموضع بالساحة الأوروبية حول الإسلام والمسلمين، وأدت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى إعادة اليمين المتطرف للصعود في أوروبا والامساك بمقاليد الحكم كما حصل في إيطاليا، الأمر الذي دفع بعض مراكز الأبحاث لدراسة هذه المستجدات، لأهمية نتائجها السياسية المستقبلية.

مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث كان قد نشر يوم 16 أغسطس  نتائج دراسة أجراها، طرح فيها أسئلة على أوروبيين "غير مسلمين" فقط، حول مدى معرفتهم بالإسلام والمسلمين.

أحد الأسئلة التي طُرحت على عينة الدراسة كان: "من يعرف مسلما بشكل شخصي؟".

وقد جاءت الإجابات متفاوتة بين دول أوروبا الغربية. فرنسا تربعت على المركز الأول بنسبة 79%، جاءت بعدها بلجيكا وهولندا 73% و72% على التوالي، بينما احتلت البرتغال ذيل القائمة، بنسبة 31%.

سؤال آخر طُرح ضمن الاستبيان، "هل لديك معرفة واسعة بالإسلام؟"، والنتائج هنا جاءت مغايرة عن نتائج السؤال الأول، فقد احتلت السويد المرتبة الأولى بنسبة 49% من السويديين يعرفون معلومات ولو بسيطة عن الإسلام، تلتها بلجيكا بنسبة 48% فالدانيمارك بنسبة 44%، وفرنسا بالمركز الرابع بنسبة 40%، أما إيطاليا فتذيلت القائمة بنسبة 23%.

المركز ذاته كان أجرى دراسة في نوفمبر  الماضي، حول أعداد المسلمين في دول أوروبا، فرنسا وحدها فيها 5,720,000 مليون مسلم بنسبة 8.8% من عدد السكان، أي أنها تحتضن أكبر جالية مسلمة في أوروبا، حيث يبلغ مجمل عدد المسلمين في القارة العجوز 25,770,000، تليها ألمانيا عدد المسلين فيها يقارب الخمسة مليون، بنسبة تجاوزت 6%، وبريطانيا فيها حوالي 4,130.000 بنسبة 6.3%، مع العلم بأن هذه الدراسة استثنت المسلمين الموجودين في أوروبا باحثين عن بلد للجوء.

وبالعودة إلى الدراسة الأولى، فالأوروبيون الذين قالوا بأنهم يعرفون مسلما بشكل شخصي لديهم فكرة إيجابية عن الإسلام والمسلمين مقارنة بأولئك الذين لا علاقة تربطهم بالمسلمين أو الذين قالوا بأنهم لديهم معرفة بالإسلام، وهذه احدى نتائج الدراسة التي أُجريت على 15 دولة من أوروبا الغربية.

الدراسة التي أجريت في يوليو  الماضي أكدت أيضا بأن من تربطهم علاقة بمسلمين يرفضون أن يُعطوا تصريحات سلبية عن الإسلام.

واتبع المركز الأسلوب ذاته في استبيانات عديدة، في محاولة لمعرفة رأي الأوروبيين غير المسلمين بالإسلام والمسلمين، بما فيها استبيان حول مدى ملاءمة الإسلام لثقافتهم وقيمهم، وإذا ما كانوا يقبلون مسلما كشخص من أفراد أسرتهم.

وفي متابعة للاستفتاء الأول، وفي سؤال حول تأييد فكرة أن المسلمين سيفرضون تعاليم دينهم على كل شخص في البلد، كان الجواب في هولندا مثلا والتي فيها جالية مسلمة كبيرة تشكل حوالي 6%، و37% من الهولنديين على علاقة بشخص مسلم، 85% من هؤلاء رفضوا الفكرة تماما، بينما رفضها 48% من الذين قالوا بأنهم لا يعرفون شخصا مسلما.

أما بخصوص السؤال الثاني من الاستفتاء، وهو "هل تعرف القليل أم الكثير عن الإسلام"، وبغض النظر عن نسب إجابتهم على الشطر الأول من الإستفتاء، ، فمعظمهم رفض فكرة أن المسلمين سيفرضون شريعتهم في الدول التي يعيشون فيها.

الدراسة ذاتها ذكرت أنه وفي الوقت الذي يعرف المجتمع في أوروبا عن الإسلام، فإن معرفة الأمريكيين بالإسلام والمسلمين أقل بكثير عما هي عليه في أوروبا.

الاستبيان في أوروبا كان قد أتى وسط نقاش طويل حول دور المسلمين في المجتمع الأوروبي، في ظل أحداث أدت إلى تغييرات في الساحة السياسية خلال الانتخابات في دول أوروبية عديدة عام 2017.

YOUR REACTION?

Facebook Conversations