أطفال مغاربة يعيشون في شوارع باريس بين العنف والمخدرات
منذ أشهر، يعيش العشرات من الأطفال المغاربة في حي "كوت دور" في العاصمة الفرنسية باريس، دون أن تنجح السلطات...

1. أطفال مغاربة يعيشون في شوارع باريس بين العنف والمخدرات

منذ أشهر، يعيش العشرات من الأطفال المغاربة في حي "كوت دور" في العاصمة الفرنسية باريس، دون أن تنجح السلطات في الوصول إلى حل لهذه الظاهرة الجديدة، خصوصاً أن الأمر يتعلق بقاصرين باتوا يتعاطون المخدرات ويتسببون في أعمال عنف.

وحسب ما نقلته الصحافة الفرنسية فأغلب هؤلاء القاصرين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و15 سنة، وقدموا إلى فرنسا من المغرب عابرين إسبانيا، ويقول أحدهم، واسمه حمزة، في تصريح لـ"BMFTV" الفرنسية، وهو البالغ من العمر 12 عاماً: "أنحدر من مدينة طنجة.. أنا هنا في فرنسا منذ سنة، جئت مختبئاً أسفل حافلة، هناك في طنجة يعيش أبي وأمي، أهاتفهما بعض الأحيان لأطمئنهما".

لكن الصحيفة الفرنسية تقول إن وضعية هؤلاء الأطفال سيئة، فهم يعيشون في الشوارع، ويلجؤون إلى السرقة للحصول على نقود تمكنهم من شراء بعض وجبات الطعام، وأغلبهم لا يتحدثون إلا العربية والإسبانية.

وتتأزم وضعية هؤلاء القاصرين بسبب تعاطيهم للمخدرات، ما يجعلهم في أحايين كثيرة عنيفين مع بعضهم البعض، أو ضد سكان الحي الذين يسكنون في شوارعه، وهو الأمر الذي يخلف استياء لدى الساكنة والجمعيات.

ويقول رشيد أرار، مسؤول جمعية "لاطابل" التي توزع وجبات الطعام في الحي: "لقد صدمت لرؤية الأطفال يتعاطون المخدرات طوال اليوم، ورغم محاولة السلطات إيجاد حل إلا أنها فشلت في ذلك مع الأسف".

ويرى جيرارد براينت، مسؤول الشؤون الاجتماعية في المقاطعة الفرنسية الـ18 للصحيفة الفرنسية: "هؤلاء الأطفال اعتادوا العيش في الشارع، وباتت قيود الحياة الجماعية لا تطاق بالنسبة لهم.. يجب إيجاد حلول من قبيل الحوار مع كل فرد منهم على حدة، لأننا قلقون جداً بسبب هذه الظاهرة الجديدة بالنسبة إلينا".

وكانت بلدية كوت دور الفرنسية أصدرت نهاية الشهر المنصرم بياناً خاصاً حول وضعية هؤلاء القاصرين، تتحدث فيه عن بذلها لجهود لمعالجة هذه الإشكالية بسبب تدهور صحة البعض منهم وارتفاع أعمال العنف بسببهم، كما أشارت إلى وجود إناث من بينهم.

وحسب البيان فإن تاريخ وصول هؤلاء القاصرين إلى فرنسا يرجع إلى بداية العام الجاري، إذ قدموا من إسبانيا بطرق غير قانونية، ما جعل السلطات الفرنسية تسعى إلى ترحيلهم بتنسيق مع المغرب.

وكانت السلطات القنصلية المغربية بباريس عبرت في مارس الماضي عن استعدادها للمساهمة في معالجة الوضعية الاجتماعية لأطفال يجوبون شوارع العاصمة الفرنسية، وتحدث بيان رسمي لها عن "افتراض أن يكون هؤلاء الأطفال من أصل مغربي".

وقال بيان سفارة المغرب بباريس آنذاك إن السلطات القنصلية المغربية بباريس طلبت مساعدة عمودية العاصمة الفرنسية لمعالجة الوضعية الاجتماعية لهؤلاء الأطفال الذين يوجدون في وضعية صعبة بالدائرة الثامنة عشرة.

وأضاف البلاغ أنه تم في هذا الإطار عقد اجتماع بمحافظة باريس، أعربت من خلاله القنصلية العامة المغربية عن استعدادها تسهيل الوساطة مع هؤلاء الأطفال، الذين لا يتحدث بعضهم سوى العربية والإسبانية، وتيسير البحث بالمملكة المغربية عن أسر الذين قد يكونون من أصل مغربي، من أجل استعادة ارتباطهم الاجتماعي.

وأضاف البلاغ أن السلطات القنصلية أعربت عن استعدادها للمساهمة في إيجاد حلول تتيح إنقاذ هؤلاء الأطفال من الشارع، وحمايتهم من المخاطر المرتبطة به، بتعاون مع جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في هذا المجال.

YOUR REACTION?

Facebook Conversations